كل إنسان يحب من يحترمه ويمقت من يحقره أو من لايقدم له الاحترام ، والزوج في بيته أشد مايحتاجه هو الاحترام من قبل زوجته وأولاده حيث إنه يلاقي خارج المنزل يومياً أنماطًا مختلفة من البشر منهم المؤدب والمحترم ومنهم من يسمعه إهانة أو قولاً يعتبره طعنة في صميم شخصيته, لذا فهو في أمس الحاجة أن يري في زوجته المواسي المحب العطوف الذي يهون عليه صعوبات الحياة وصعوبة التعايش مع أفرادها .
فعلي الزوجة أن تبدي له الاحترام بشكل يليق به وتحث أولادها على احترامه وطاعته واستقباله الاستقبال اللائق عند مجيئه بالهدوء وسماع الكلام اللطيف الذي يؤنسه ويذهب عنه التعب أو معاناته مع الناس .
فالزوجة العاقلة الحليمة لا تري في نفسها زوجة فقط فهي أم وأخت وصديقة لزوجها, قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم : ( ما استفاد المؤمن بعد تقوي الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة ). فالزوجة الصالحة تعوض زوجها عن كل ما يفتقده وتشعره بمحبتها و حرصها عليه وعلي شعوره من أن يُخدش.
فبعض الزوجات يعتقدن أن حسن الاستقبال والاحترام خاص بالضيوف فقط أما الزوج فلا يحتاج إلي كل ذلك الاهتمام والرعاية وهذا رأي خاطئ جداً, فهل من الإنصاف استقبال الضيوف أفضل استقبال ولايستقبل رب الأسرة الذي يكد من الصباح حتي المساء من أجل توفير المعيشة المناسبة لأسرته?! بل هي من أبسط حقوقه أن يقدم له كل احترام عند قدومه واستقباله بالبشر والطلاقة التي بها تهون المصاعب والآلام.
ومن الأمور التي تعزز الاحترام بين الزوجين وتنمي العلاقة الأسرية عدم رفع صوت الزوجة علي صوت زوجها وبخاصة أمام الاخرين, إذ أن رفع صوت الزوجة علي صوت زوجها أمام الآخرين يجعله في موقف حرج, والأمر لايخلو من تصرفين.
الأول : إما أن يسكت الزوج وهذا الأمر يسقطها من أعين الناس ويظهرها بمظهر غير مؤدب ويظهره بمظهر الرجل الضعيف قليل الحيلة.
الثاني : أن يرد عليها بمثل ما فعلت وحينها ستمتلئ القلوب ضغينة وهذا يذهب المحبة والألفة ويصبح البيت بؤرة نزاعات ومخاصمات ممايجعل الحياة مستحيلة, ويزداد الأمر صعوبة إذا كان هناك أولاد فكيف يكون حالهم ونفسيتهم في هذا الجو المشحون بقلة الاحترام?!.
فالجدير بالمرأة إذا كان زوجها عصبي المزاج أن تصبر عليه وتتحمله وتجد له العذر وتغض الطرف عما بدر منه, قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: (خير نسائكم التي إن غضبت أو غضب زوجها قالت له : يدي بيدك لا اكتحل عيني بغمض حتي ترضي عني).
وكذلك عدم إظهار عيوب الزوج أمام الآخرين حيث لايوجد إنسان خال من العيوب فلابد أن يكون في كل إنسان ثغرة أو نقص معين, فالمرأة الحكيمة المبقية علي الحياة الزوجية يجب أن تغض الطرف عن عيوب زوجها ولا تذكرها أمام الآخرين. قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم : (كفي بالمرء عيباً أن يبصر من الناس مايعمي عنه من نفسه, وأن يسر الناس بما يستطيع تركه, وأن يؤذي جليسه بما لايعنيه». و إن كان العيب قابلا للإصلاح فلا بأس من السعي لازالته بالكلام اللطيف والاسلوب اللين وبالتحمل والصبر, وإذا كانت المرأة ذات عقل تستطيع أن تغفل عن عيوبه بتأمل حسناته والرضا بها, قال الشاعر: وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... وعين السخط تبدي المساوئا
لتعلم الزوجه أن احترام الزوج سوف يجعلها محترمة من قبل زوجها ومن قبل الاخرين, تلبي طلباته بأدب وترد علي كلامه بأسلوب لطيف مما يزيد من مكانتها في قلب زوجها, وكذلك تمدحه أمام الأقارب والأصدقاء ولاتتحدث عندما يكون محدثاً بل تشعر الجميع باحترامها وحبها وتقديرها لشخصيته لتجعل له مكانة في أعين ونفوس الآخرين وتحيطه بهالة من الاحترام. كذلك عليها أن تعلم أولاده كيفية احترام الأب. تؤنبهم وتوبخهم بشدة إذا ما أبدوا أي سلوك يظهر غير ذلك لأنهم بتصرفاتهم يعكسون تربية الأم وسلوكها.. فإن كانوا صلحاء وعلي خلق فهو دليل علي حسن تربية الأم وسمو أخلاقها والعكس صحيح .
علي الزوجة السكوت والصبر عند غضب الزوج فطبيعة عمل الزوج خارج المنزل تجعله يحتك بأشخاص مختلفي الطباع فيداري هذا ويتلطف إلي ذلك فيرجع إلي بيته وهو منهك الأعصاب تثيرها أتفه الأمور وقد تبدر منه كلمة نابية أو إهانة للزوجة أو الأبناء دون قصد, فإذا كانت الزوجة فطنة ومدركة تقابله بالسكوت تقديراً منها لطبيعة عمله ومشكلاته فعندما تنتهي العاصفة سيندم علي ما قال وتسمو زوجته في نفسه ويزداد احترامه لها, أما إذا كانت غير مدركة لمواقف زوجها فترد عليه وهو في حالة الغضب فإن ذلك يترك آثارا غير طيبة في نفسه لاتنمحي أبداً
دلع..؟؟؟ .,
عدد المساهمات : 559تاريخ الميلاد : 16/06/1991تاريخ التسجيل : 24/08/2009