الاعضاء الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة الرجاء قراءة هذه القصه الى النهايه وعدم التسرع بالحكم الى بعد الانتهاء من قراتها ........
مطر وعرق ..... ودماء
لم تكن تلك الليلة كسابقتها ، كل شي كان موحش يفتقر إلى الارتياح ... كان الشارع أمامي طويلا يكاد ألا ينتهي و أعمده الاضاءه تغطي قليل من الظلام الدامس المحيط بالمكان ،،،، يسقط المطر بغزاره يغطي جوانب الطرقات .. صوت الرعد يمتزج بصرخة الألم المحتجزة في حلقي .. مرارة الدنيا اشعر بها ،، فانا فتاه صغيره ، جميله .... ما الداعي أن افعل بنفسي هذا .. ما الداعي أن اكتب على نفسي هذا المسير المؤلم .. امن المعقول أن يحدث هذا بعد لحظات .. بل من المعقول أن اذهب إليه بقدماي .. أكاد لا اصدق نفسي .. أي جنون هذا .. أي مس من الشيطان يجتابني .. لا لا ..... سوف أعود إدراجي إلى منزلي .. انه في نفس الشارع .. مازلت قريبه .. تحدثني نفسي ولكن لابد أن انهي هذا اليوم كي أستريح .. ما هذا بالضبط لماذا كل هذه المفارقات ......
كنت ساعتها اشعر بالتوتر الشديد لدرجه أنني تثمرت في وسط الشارع .... والإمطار الغريزة تبلل شعري وملابسي وانأ لا استطيع أن احدد إي اتجاه أسير .. ففي نهاية هذا الشارع توجد ضالتي وهذا المكان المشئوم الذي قررت الذهاب إليه .. وفي بداية الشارع بيتنا .. يا الله إلى إي اتجاه ... نعم سوف أكمل طريقي .. وبحسم تقدمت إلى نهاية الشارع .... بدأت تلك البناية تظهر لي بوضوح شديد فهي الآن على بعد بضعه خطوات مني تقدمت نحوها وسالت ذلك الرجل الكهل الذي يجلس على اريكه متهالكة مغطاة ببعض الملابس الباليه فابتسم العجوز عن أسنان ناخره وهو يشير إلى الطابق السادس من تلك البناية العتيقة ... رددت بداخلي حسنا فليكن ففي تلك البناية وبالتحديد في الطابق السادس الشقة رقم 606 سوف أجد مصيري وسوف ارتكب اكبر حماقة في تاريخي .. وتقدمت
*************************
استقلت المصعد إلى الطابق السادس وهناك وبعدما وجدت نفسي مباشره إمام تلك الشقة بدأت أحس بغصة الم قويه وساعتها تحشرج صوتي بداخل حلقي ولم تستطيع أقدامي على مواصله حملي فكدت ا ن آخر هاوية وأخذت ساعتها العن نفسي ألف مره .. ونفس السؤال امن الممكن أن أضع نفسي بنفسي في هذا الموقف .. امن المعقول أن افعل هذا وبكامل إرادتي أيتها اللعينة ما بكي .. ما الذي اصابك وأخذت أتراجع بسرعة حتى كدت أن اسقط ولكن .. وحذار من لكن .. ولكنني مجبره على فعل هذا فهذا فالقرار بالنسبة لي نهائي جمعت شجاعتي وتقدمت ناحية الشقة ومددت يدي كي اطرق الباب ولم يكن غريب أن وجدت الباب مفتوحا .. تقدمت إلى الداخل بتكاسل رهيب وإنا أجرجر قدماي بمنتهى الصعوبة حتى أنهيت ذلك الممر الذي يؤدي إلى صالة كبيره بنهايتها غرفه مغلقه .. بمجرد أن دبت قدماي ارض هذه الشقة حتى اصطدم انفي برائحة عضويه كريهة .. واصطدمت عيناي بذلك الوجه الطيب .. ذلك الوجه الملائكي الذي كان أفضل شي في هذا المكان المقزز ذلك الوجه الذي لم يكن إلا لأمراه في العقد الرابع من العمر كانت تبتسم إلي في ارتياح وكنت اقرأ في عينها كما هائلا من الأسى .. كان لسان حالها يقول ما الذي أتى بكي إلى هنا أيتها الجميلة .. كانت تحس بي وبمشاعري حاولت أن تمتص توتري بابتسامتها الهادئة وهي تمسك يدي بيدها الحنونة وتدخلني إلى داخل الغرفة التي في أخر الصالة الكبيرة ولم يكن حال الغرفة أسوا حالا من تلك الصالة كانت تبدو غريبة إلى حدا كبير كنت أقف متحجرة كتمثال من الثلج عند مدخل الغرفة وانا ارمق كل زاوية فيها بنظري .. فهناك صور قديمه معلقه وهنا بعض الأثاث الحديث وهناك في زاوية الغرفة حيث كانت الاضاءه خافته كان يجلس .. نعم كان يجلس وهو يرمقني بنظرات باردة متفحصة ،،، كان يجلس خلف مكتبه البيضاوي ... كان رجل في الثلاثين من العمر ... طويل القامة بدرجه كافيه .... ذو وجه نحاسي مستطيل نوعا ما .. يرتدي معطفا أنيق ...هادئ جدا .. ذو نظره ثاقبة .. وبعد فتره صمت ليست بطويلة قطعها هو وهو يقول لي ... تقدمي ما بكي اانت خائفة ؟
كان سؤاله يحتوي على قدر كاف من السخرية وعلى الرغم من هذا فقد ابتلعت ريقي بصعوبة بالغه وإنا ابذل مجهود خرافي لأرسم ابتسامه على شفتاي الباهتة وإنا اتمتم ..
لا .. لا لست خائفة .. لكن ...
لم يعطني فرصه كافيه لأكمل وامسك يدي وهو يقودني في آلية تامة إلى منتصف الغرفة وأجلسني على مقعد يتوسط الغرفة كنت خائفة جدا .. وكان يتصرف بمنتهى البرود .. نعم فهو متعود على هذا ولكني لازلت صغيره ثم إنني لا أحب أن افعل هذا .. ماذا أقول لأبي .. لامي..لااااااااااااااااااااا
خرجت مني كلمه لا بصرخة كبيره حتى انه التفت إلي فجاه وهوة يقول ..
"ماذا بك أيتها الجميلة ؟" ثم استطرد ... "أهناك ما يزعجك .. الأمر لا يتعدى شكه دبوس ههههه ".. كان يقول هذا وهو يقترب ببطي من وجهي واقترب أكثر وأكثر حتى أن أنفاسه الباردة بدأت ترتطم بوجهي ،، أشحت بوجهي عنه ناحية اليمين فوجدته في يمني التفت بسرعة إلى اليسار فكان يساري فالتفت إلى الإمام فوجدته إمامي انه يحاصرني تماما وبعد محاولاتي البائسة للهروب بوجهي بعيدا عنه .. ابتسم بخبث شديد وهو يقول "لا مفر مني يا صغيرتي" وهجم كذئب مفترس علي غير مبالي بصراخي واستغاثتي ضاربا بذلك كل قوانين الرحمة والشفقة عرض الحائط .. وعندما انتهى من فعلته تحرك ببط ناجيه تلك الطاولة المستديرة واخذ من فوقها منديل .. كنت ساعتها خائرة القوى تماما غارقة في دمائي .. ثم تقدم نحوي واخذ ينظف الدم من ذلك المكان الحساس وأنا ابكي شبه منهارة وهو يبتسم في برود لا مثيل له وعندما انتهى قال لي إنني استطيع الذهاب الآن وعندما هممت بالذهاب وقبل أن أصل إلى الباب استوقفني صوته وهو يتقدم نحوي ويفتح حقيبة يدي ويضع المنديل الملطخ بدمائي بها وهو يقول ساخرا .. "تقبلي هذا مني .. على سبيل الذكرى ".. ثم استطرد وهو ما يزال يحافظ على ابتسامته الهادئة.. أغلقي الباب خلفك .. استقبلتني تلك السيدة الطيبة والحسرة تملا عيناها على ما حدث لي وأصلتني إلى باب الشقة .....
**********************
ونزلت إلى الشارع كل شي يبدو كما هو نفس الظلام الدامس والأمطار الشديدة وأخيرا وصلت إلى بيتي وبمجرد أن دخلت البيت حتى وجدت أبي وأمي وأخي الأصغر يتسامرون ويضحكون أشار إلي أبي أن أشاركهم ولكني لم أجيبه وتقدمت مسرعه إلى غرفتي ... كانت أصوات ضحكاتهم تقتلني فلا احد يشعر بي أنا هنا وحيده فمنذ نصف ساعة فقدت اعز ما املك في ذلك الوقت والغريب انه بكامل إرادتي كانت الصور كلها تمر أمامي كأنني أشاهد فيلم سينمائي صور الشارع المظلم .. صوت الأمطار الغريزة .. العرق الذي كان يسيل من جبهتي في تلك الغرفة .. الدماء التي لم تفارقني حتى هذه اللحظة ،،،، كانت هذه الذكريات الأليمة تحتل مخيلتي وأنا افتح حقيبة يدي واخرج المنديل الملطخ بدمائي وإنا أتذكر الرجل ذو الوجه النحاسي وهو يقول ساخرا "وهذا المنديل مني على سبيل الذكرى " .. فتحت المنديل ودموع صامته تغرق وجنتي والتي سرعان ما تحول بكائي إلى نحيب وإنا افتح ذلك المنديل حتى أخرجت منه شي ابيض شبه مستدير به بقع سوداء .. ولم يكن هذا الشي سوى ضرسي الذي اكله السوس عن اخره .. وكانت هذه المره الاولى التي ذهبت فيها لعيادة طبيب أسنان
:lol:
ملاحظه هامه جدا عندما كتبت هذه القصه لاول مره قال لي احد اصدقائي ان الفكره قديمه نوعا ما ولكني لم اهتم فانا لا اهتم بالفكره اكثر من اهتمامي بالاسلوب اما موضوع الفكره فمن الممكن ان يكون توارد خواطر لا اكثر مع تحياتي