تخرج
نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.
وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني
ومن قصائده
***
هل عندك شك أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟
و أهم امرأة في الدنيا ؟
هل عندك شك أني حين عثرت عليك
ملكت مفاتيح الدنيا ؟
هل عندك شك أني حين لمست يديك
تغير تكوين الدنيا ؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يوم في التاريخ
وأجمل خبر في الدنيا ؟
هل عندك شك في من أنت ؟
يا من تحتـل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأة تكسر حين تمر جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي ؟
فكأنك أنثاي الأولى
و كأني قبلك ما أحببت
و كأني ما مارست الحب
ميلادي أنت و قبلك لا أتذكر أني كنت
و غطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت
و كأني أيتها الملكة
من بطنك كالعصفور خرجت
هل عندك شك أنك أحلى جزء من ذاتي
و بأني من عينيك سرقت النار
و قمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة
و الياقوتة
و الريحانة
و السلطانة
و الشعبية
و الشرعية بين جميع الملكات
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساء من نافذة الكلمات
يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطن أولد فيه
و أدفن فيه
و أنشر فيه كتاباتي
يا امرأة الدهشة
يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا أدري كيف مشيت إلي
و كيف مشيت إليك
كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك
يا امرأة تدخل في تركيب الشِعر
دافئة أنت كرمل البحر
رائعة أنت كليلة قَدَر
من يوم طرقت الباب علي
ابتدأ العمر
كم صار جميلاً شِعري
حين تثقف بين يديك
كم صرت غنياً
و قوياً
لمّا أهداك الله إلي
هل عندك شك أنك قبس من عيني
و يداك هما استمرار ضوء ليدي
هل عندك شك
أنّ كلامك يخرج من شفتي؟
يا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطِعُ مثل السيف
و يضرب مثل البركان
: قولي لي
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان
يا ذات الأنف الإغريقي
و ذات الشعر الإسباني
يا امرأة لا تكرر في ألاف الأزمان
يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت ؟ و كيف أتيت ؟
و كيف عصفت بوجداني ؟
يا إحدى نعم الله عليّ
و غيمة حب و حنان
يا أغلى لؤلؤة بيدي
آه كم ربي أعطاني