وردة الربيـــع *************
عدد المساهمات : 1876 تاريخ الميلاد : 05/11/1984 تاريخ التسجيل : 23/08/2009
العمر : 40 المزاج : هادئة . :
| موضوع: أليس صعباً ..... أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك ..؟ 2010-06-14, 2:51 pm | |
| أليس صعباً ..... أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك ..؟
وتتوه عن ملامحك فلا تعد هي تلك التي تميزك عنهم ، ولا ذاتك هي ذاتك و أنت غريب عنك .. هل وقفت عند ملايين الأسئلة المتزاحمة فيك ..؟ مستفهماً عن نشاطك وانطلاقك ، عن أمالك و طموحاتك التي ما عاد شيء منها يسكنك .. و تستغرب حين تستنهض الهمم فيك للعودة أنك ما عدت تعرف من أين تبدأ ولا كيف ؟ بل إنك لا ترغب في فعل شيء و كيف سترغب ما دمت لا تعرف ماذا تريد ، إنك تقف أمام صورة لا تعرفها و هذا أكيد .. و تبحث فيك عن الأشياء التي ما عادت تلك و الأمر لا يختلف .. فضياعك عنها أم ضياعها عنك سيان ، و عدم التلاقي بينكما يجعل تعرفك على نفسك صعباً و شبه محال ... إن شكوت لصديقٍ حميم لأعلمته بأنك لا تجد لكل شيء رائحة ولا لون حتى نفسك لا تفهمها.. هكذا هي الأحاسيس اليوم في أغلبنا إن لم نكن جميعاً متضاربة و متداخلة حتى أصبح حال لساننا و احد دون استتناء تقريباً ، و الكلمات نفسها تتردد من الكل و في كل الأوقات و الأماكن " الدنيا تبدلت ،و الخلوق ظاقن ، و أشبح كيف ما شيء ماشي لقدام ؟". هل راودتك كل هذه الأحاسيس و المشاعر و أنت على انفراد مع نفسك أو مع أناس يعرفونك وتعرفهم ، حتى أنك ماعدت تعرف ملامحك المرتدة إليك منك على المرآة... هي تلك حقيقة الواقع إنما واقع الحقيقة غير ذلك . فمند متى تخبء المرايا ملامحك وتحجب نفسك لتبحث عنك فيها ؟ و حتى متى ياصديقي يطو ل هذا الوقوف ؟ تتعب نفسك و يضيع وقتك و أمامك ملايين الطرق لتجد نفسك ، فهل أنت بالفعل تبحث عنها ؟ أم أنك مستسلم للضعف فيك راكناً له تندب حظك العاثر في الفشل و الفراغ و الحيرة ؟ فالنفس ياصديقي تولد من رحم الحب و العمل الفعل ، و ليس من التمني و التدمر و الانتظار . و ثق بي عندما أقول لك ابدأ و ستجد نفسك طريقها إليك و طرقك إليها .. فإن كنت أبن لأبٍ و أم لا يزالا يضيئا حياتك حباً و أمناً فالفرصة أمامك لتترك عنك الهموم و لتكن معهما ، و يكفيك أن تجد نفسك في ابتسامة أمك فرحاً بجلوسك معها تستمع إليها و تحدتها ، و يكفيك أن تجد نفسك في نبرة الرضا في صوت أبيك و أنت تجعله من أولى اهتماماتك ، و إن كنت طالباً فنفسك تجدها في دراستك و تتعرف عليها في جدك و تحقيق النجاح فيها ، أما إن كنت صديقاً لصديق فكن له مصدراً للثقة و الأمن و الوفاء ليكن هو مرآتك الحقيقية التي تعرفك بنفسك. هذا بعض ما يمكنك فعله و غيره الكثير . فلا تضيع مزيداً من الوقت في الإصرار على أن تجد نفسك أولاً لتعمل كذا و كذا لأن ذلك طلباً من المستحيل ، فهيا اضرب بمرآتك الخرساء عرض الحائط و ضع قدمك على أول الطريق و أبدأ ... و إن كان ذلك صعباً فهو ليس بالمستحيل ....... | |
|