تخلّصْت منك وعشت حُرَّا..............وكذا الليــــالي بعــــدها فجــرا
بداية حبنا كزرع مارعيناه...............ومن يحسن الزرع يجني الثمـرا
فهذه النهاية نار أشـعلت...............ومن أشعل النار لايسْلَمِ الجمْـرا
تضـــربي بســـوط لسانك..............كأمــــواج تضــــرب الصَّــــخرا
وتعانقي بالأشـواك تلفني..............من يستــــطع عليـك صـــــــبرا
فنحن شيئان لا وجود لهما............من يرى سرابا من يرى الدهـــرا ؟
اســـمان لا شيئ يجمعنا..............كــأن الـذي بيـــننا ســــــــحـرا
تجرين وأجري والأيام واقفة..........كــأن الزمـــان من أيامـنا فـَـــرَّا
نــــدور في فضــاء مظــلم............أنّا يجتــــمع شـــمساً وبـــــدرا
هذه أقدارنا وما لنا فيها يد............قد قــدّر الله فمــا لــنا نصــــرا
فلا نأســــف على الماضــي...........ســــــيبقى مابيــــننا ذكـــــرى
قد نغرق في بحـــرِ الخـطايا............وما نحـــن فيه مركـــب خـطِرا
ففي اجتـــــــماعنا ذنــوب...........وبالفـــراق نكســــب الأجْـــــرا
فـــلا نغضــــب ولا نحـزن............دمٌ جـفّ فـما للجــــرحِ أثَـــــرَا
فالســــــنين تمرًّ ســـــراعاً............والســــــنين تــــــأكل العُمـــرا
فتنسى وأنســــى فنســـلى............قد خُــــــلقنا كغـــــيرنا بشـــرا
نجتمع في لحظة ونفــــترق...........ولن نجـــــــتمع فبيننا بــــــحرا
قد شـــــــربنا من الحــب...........حــتى شـــــــبعنا منه سُـــــكْرا
وقصـــــة المـــاضي لم تمت...........قـــد فُضـــــــَحْنا فمـــا لنا سِـرَّا
والأكــــــاذيب تزايــــدت............فــــكلُّ مِنـّــا يخْــــــفي أمْـــرْا
هذي سنين العمر قد ولت............ولازلـــنا نجُـــــرُّ الوهــــمَ جَـرَّا
وماحســبنا للزمان وصفوه............فعـــــــــاد بنا ينضـــــح الكدرا
مافادني تســامحي وطيبي............فمــــازادك طيـــــبي إلاّ كِــــبْرَا
أبكي ولا دمــعٌ أفيــضُ بهِ............فالدمـــــع في مقلــــتيّ حُـــجِرَا
وحــبك المزيف كشـَــفْتهُ............ماعــــادَ لكِ عنـــــــدي سِــــتْرا
وحضنك المهجـــور كرهته............قــــد صــــــــــــارَ لي قـَـــــبْرَا
حـــــــان الرحيل فذوقيه............حــــــلواً كــــــــــان أم مُــــرّا
واســــــــعدي بما أردتيه.............واجــــحدي حــبي سِرا وجَــهْرا
ماعــــــدتُ أحْمِلُ عِبـأَكِ............قد غــــدوتُ الآنَ ..... حُــــــــــــــــــــــــرَّا .