مذبحة سالت فيها دماء الأبرياء وصعدت فيها قوافل الشهداء،
إنها
مذبحة صبرا وشاتيلا
في صباح السابع عشر من سبتمبر عام 1982م أي قبل 23 عاماً , استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير. في تلك المذبحة تحالف أعداء الإسلام من صهاينة وخونة فانضم الجيش الإسرائيلى إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة إلى تصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.
صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحم بيجن.
بدأت المذبحة فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين .
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة .. أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة فى الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة ! ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطينى والمئات من أبناء الشعب اللبنانى !
مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن الجريمة الصهيونية الأخيرة بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فمسلسل المجازر اليومية لم ينته، والإرهابي شارون لم ولن يتوانى عن ارتكاب مزيد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم من العالم بأسره. وكأن يديه القذرتين اعتادتا أن تكونا ملطختين بالدم الفلسطيني أينما كان.
لكننا نحن المسلمون نسعى لنحيى قضيتنا ونذكر بها وندعم إخواننا المجاهدين الواثقين أن سبيل النصر الوحيد هو طريق الجهاد والاستشهاد، ندعمهم يداً بالدعاء ويداً بالعطاء لأرض الإسراء، نبذل ما بوسعنا لإضعاف اليهود بمقاطعتهم مقاطعة اقتصادية شاملة تحيط بهم وتبث الوهن في معداتهم ... لعل هذا هو أقل ما يمكن أن نعتذر به لربنا ونقدمه وفاء للشهداء والاستشهاديين والمظلومين والمجاهدين. فلنأخذ بأسباب استحقاق النصر ولنعمل جاهدين لهذا الدين ولنَصْدُق ما عاهدنا الله عليه وهو جلَّ وعلا بقهر أعدائنا كفيل ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم